أم أســامة قائــــــد
عدد الرسائل : 269 الموقع : طالبة علم العمل/الترفيه : إدارة أعمال حرة المزاج : غصــبًا عنه يكون رايـــق أوسمة العضو : _________________ فــــاصلتي : _______________ تاريخ التسجيل : 07/10/2007
| موضوع: ثبات السلفي مع كثرة الفتن ! الخميس أبريل 30, 2009 4:08 am | |
| فضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري : الحمد لله ، والصلاة والسلام
على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين ، أما
بعد : فأيها القراء الكرام ! هذه نصيحة للجميع بالصبر والثبات حتى
الممات على منهج السلف الصالح ، فأن الأمة كانت مجتمعة ومتحدة
فدب فيها داء الأمم : وهو الاختلاف والتفرق ، وخرجت فيها الفرق
الكثيرة والطوائف المتناحرة ، التي بسببها أريقت الدماء وتفرقت الكلمة
وتشتت الجماعة وضعفت الشوكة ؛ فكان من أهل الحق على عادتهم أن ردوا هؤلاء النافرين إلى جادة الحق والصواب إمتثالاً لقوله تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ . [ آل عمران : 103 ] ،
فمن استجاب هدي ومن أبا حذروا منه حماية للمجتمع من شره .
ولقد صدق الصحابي الجليل حذيفة - رضي الله عنه ، وهو صادق في نصحه - دخل أبو مسعود على حذيفة فقال له : ( أعهد إلي ؛ فقال له :
ألم يأتك اليقين ! قال : بلى وعزة ربي ، قال : فاعلم أن الضلالة حق
الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره ، وأن تنكر ما كنت تعرفه ، وإياك
والتلون فإن دين الله واحد ) . " سنن البيهقي الكبرى " : (10/42
، و " مصنف عبد الرزاق " : (11/249) ، و " اعتقاد أهل السنة " - للالكائي - : (1/90) ، و " الإبانة " : (1/189) .
وهذه وصية أخرى من عبد الله بن مسعود قال : ( إنكم في زمان كثير
فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه ؛ العمل فيه قائد للهوى ،
وسيأتي بعدكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه ؛
الهوى فيه قائد للعمل . اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من
بعض العمل ) . وقد أخرج هذا الأثر الإمام مالك في " الموطأ " : (1/173) . عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان : (
إنك في زمان كثير فقهاؤه … ) إلى آخره ؛ ثم قال بن عبد البر : (
والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان ) .
هذا في زمانه - رحمه الله - فكيف بزماننا هذا !؟
وعن محمد بن سيرين قال : قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه - : (
إنكم لن تزالوا بخير ما لم تعرفوا ما كنتم تنكرون وتنكروا ما كنتم تعرفون ، وما دام عالمكم يتكلم بينكم غير خائف ) . " الإبانة " : (1/ 190) .
ومصداق ما تقدم ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : (
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض
العلماء ، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤسًا جهالاً فسئلوا ، فأفتوا بغير
علم ؛ فضلوا وأضلوا ) .
وقال شيخ الإسلام : إن ما عند عوام المسلمين وعلمائهم أهل السنة
والجماعة من المعرفة واليقين ، والطمأنينة والجزم بالحق والقول الثابت
والقطع بما هم عليه ؛ أمر لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين ) .
" مجموع الفتاوى " : (4/48) .
وقال الأصبهاني : ( ومما يدل على أن أهل الحديث هم أهل الحق : أنك
لو طالعت إلى جميع كتبهم المصنفة قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم
وتباعد ما بينهم من الديار ، وسكون كل واحد منهم في قطر من الأقطار
. وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون على
طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها . قولهم في ذلك واحد ونقلهم
واحد لا ترى فيهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قل . بل لو جمعت
جميع ما على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء على قلب
واحد وجرى على لسان واحد ، وهل على الحق دليل أبين من هذا !؟
) . " الانتصار لأصحاب الحديث " للسمعاني : ( ص 45 ) .
الخاتمة : عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يكثر من أن يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على
دينك ) ، فقلت : يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به ؛ فهل تخاف
علينا !؟ ، قال : ( نعم ! إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها
كيف يشاء ) . [ رواه الترمذي : 2140 ، وابن ماجة : 3834 ] .
فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . | |
|