فضائل المدينة النبوية..على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم..
أحاديث صحيحه في فضل المدينة النبويه..عن أبى هريرة قال : كان النَّاسُ إذا رأوا أوَّل الثمر جاءوا به إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه
عليه وسلَّم ، فإذا أخذه قال : (( اللهمَّ بَارِكْ لنا فى ثمرنا ؛ وبَاركْ لنا فى مدينتنا ؛
وبَاركْ لنا فى صاعنا ؛ وبارك لنا فى مُدِّنا . اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدَك ونبيَّك ، وإنِّى عبدُك
ونبيُّك ، وإنَّه دعاك لمكَّة ، وإنَّى أدعُوك للمدينةِ بمثل ما دعاك به لمكَّة ومثله معه )) .
ثمَّ يدعو أصغرَ وليدٍ يراه ، فيُعْطِيه ذلكَ الثمَرَ .
عن أنس بن مالكٍ أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( اللهمَّ بَاركْ لهمْ فى
صاعهم وبَاركْ لهمْ فى مُدِّهم )) يعنى أهل المدينة .
صحيح . أخرجه يحيى بن يحيى (( الموطأ ))(3/83) ، والبخارى (2/15و4/266. سندى ) ، ومسلم (9/141) .
عن أنسٍ قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( اللهمَّ اجعل بالمدينة ضِعْفَىْ ما
بمكَّة من
البركةِ )) .
صحيح . أخرجه أحمد (3/142) ، والبخارى (1/323) ، ومسلم (9/142)
باب بيان أن النَّبىَّ لما دعا لأهل المدينة بالبركة
توضأ وضوئَه للصلاة واستقبلَ القبلة ثمَّ دعاعن على بن أبى طالبٍ قال : خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى إذا كُنَّا
بالحرَّة
بالسقيا التى كانت لسعدٍ ؛ قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( ايْتُونى بوضوءٍ ))
. فلما
توضأ قام ، فاستقبل القبلة ثمَّ كبَّر ثمَّ قال : (( اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدَك وخليلَك دعاك
لأهل مكَّة ،
وأنا محمَّدٌ عبدُك ورسولُك أدعوك لأهل المدينة أن تباركَ لهم فى مُدِّهم وصاعهم ، مثل
ما باركت
لأهل مكَّة مع البركة بركتين )) .
صحيح . أخرجه الترمذى (3914) ، والنسائى
باب بيان أنَّ صاعَ المدينة أصغرُ الصيعان ، وكان عيارُه
خمسة أرطالٍ وثلث
وأنه المعتبر فى مكيلة الزكاة دون ما أحدث من الصيعان بعدهعن أبى هريرة قال : قيل : يا رسول الله ! صاعُنا أصغرُ الصيعان ، ومُدُّنا أصغرُ
الأمداد ، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( اللهمَّ باركْ لنا فى صاعِنا ومُدِّنا ،
وقليلِنا وكثيرِنا ، واجعل مع البركة بركتين )) .
عن أبى هريرة أنَّ رسول اللَه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( يأتى على النَّاس زمانٌ
يدعو الرجلُ ابنَ عمِّه وقريبَه : هلمَّ إلى الرخاء . هلمَّ إلى الرخاء ، والمدينة خيرٌ لهم ،
لو كانوا يعلمون . والذى نفسى بيده لا يخرج منهم أحدٌ رغبةً عنها إلا أخلف اللهُ فيها
خيراً منه ، ألا إنَّ المدينة كالكير تُخْرِج الخبيثَ . لا تقوم الساعةُ حتَّى تنفى المدينةُ
شِرارَها كما ينفى الكيرُ خبثَ الحديدِ )).
صحيح . أخرجه مسلم (9/153)
( بيان ) قوله (( لا يخرج أحد رغبة عنها )) ؛ قال القاضي عياض : (( الأظهر أن
هذا مختص بزمنه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه لا
من ثبت إيمانه ، بخلاف المنافقين وجهلة الأعراب )) . فتعقبه أبو زكريا النووي
بقوله : ليس هذا بالأظهر لقوله بعده (( لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها )) .
قال : وهذا والله أعلم زمن الدجال حين يقصد المدينة فترجف ثلاث رجفات يخرج منها
اللَّه كل كافر ومنافق قال فيحتمل أنه مختص بزمن الدجال ويحتمل أنه في أزمان
متفرقة )) اهـ .
قلت : ويحتمل أن يكون المراد كلا الزمانين ، فأما فى حياته صلى اللَّه عليه وسلَّم فيؤيده
قصة الأعرابي الذى أصابه وعكٌ بالمدينة ، فأتى النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال : يا
محمَّدُ أقلنى بيعتى فأبى فخرج الأعرابىُ ، فقال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم : ((
إنَّما المدينةُ كالكير تنفى خبثها ويَنصعُ طيِّبُها ))
وأما فى آخر الزمان فعندما ينزل بها الدجال فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا
خرج إليه . وأما ما بينهما فليس بالمراد ، فقد خرج من المدينة كثير من الصحابة لفتح
بلاد الشرك ونشر الدين وجهاد الأعداء والمرابطة على الثغور ، وهم يعلمون ويقرون
بفضل المدينة وفضل سكناها .
ــــــــــ
عن جابر بن عبد الله أنَّ أعرابياً بايع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فأصاب الأعرابىَّ
وعكٌ بالمدينة ، فأتى النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال : يا محمَّدُ أقلنى بيعتى ، فأبى ،
فخرج الأعرابىُ ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّما المدينةُ كالكير تنفى
خبثها ويَنصعُ طيِّبُها )) .
صحيح . أخرجه يحيى بن يحيى (( الموطأ ))(3/84 )
( بيانٌ ) قوله (( يَنصَعُ طيِّبُها )) أى يصفو ويخلُصُ ، والناصع : الصافى الخالص ،
والمعنى : يخرج من المدينة من لم يصفو إيمانُه ، ولا يمكث بها صابراً على شدَّتِها إلا
من خلُصَ إيمانُهُ .
باب ذكر دعاء النَّبىِّ ربَّه أن يحبِّب إلينا المدينة
كحبنا مكَّة أو أشدّ ، وأن يصحِّحها من الحُمَّى
عن عائشة قالت : لما قدم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة وُعِكَ أبو بكرٍ وبلالٌ ،
فكان أبو بكر إذا أخذتُه الحمَّى يقول :
كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ فى أهلِه والموتُ أدْنَى من شِراكِ نَعْلِه
(12) صحيح . أخرجه يحيى بن يحيى (( الموطأ ))(3/87) ، وأحمد (6/
82،260) ، والبخارى (1/323و2/337و4/4،
و(( الأدب المفرد ))(525) ،
ورواه سفيان بن عيينة عن هشام ، فجعل الداخل على أبى بكر وبلال هو رسول الله
صلَّى الله عليه وسلَّم ، وزاد ثالثاً هو عامر بن فهيرة ، فقال : كيف تجدك ؟ ، قال :
إنَّ الجبانَ حتفَه من فوقه
وكان بلالٌ إذا أقلع عنه الحمَّى ، يرفعُ عقيرتَه يقول :
ألا ليْتَ شِعرى هلْ أبيتنَّ ليلةً بوادٍ وحولى إذْخرٌ وجليلُ
وهَلْ أردنْ يوماً مِياهَ مجَنَّةٍ وهلْ يبدُون لى شامةٌ وطفيل
قالت عائشةُ : فجئتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فأخبرتُه فقال : (( اللهمَّ حبِّب إلينا لمدينةَ كحبِّنا مكَّة أو أشدَّ وصحِّحها ، وباركْ لنا فى
مُدِّها وصاعها ، وانقلْ حُمَّاها إلى الجُحْفَة )) .
( بيانٌ ) (الإِذْخِرُ) بكسر الهمزة : حشيشٌ طيِّب الرائحة يُسْقَفُ به البيوت فوق الخشب
؛ واحدتها إذْخِرَة ، وهى تنبت فى الحُزُون والسهول ، وقلما تنبت الإذخرة منفردةً ، ولذا
قال أبو كبيرٍ الهذلى :
وأخو الإِباءة إذا رأى خُلانَه
تلَّى شِفاعاً حوله كالإذخرِ
وفى حديث (( فتح مكَّة وتحريمها )) : (( فقال العباس : إلا الإذخر فإنه لبيوتنا
وقبورنا )) . وإذا جفَّ الإذخرُ ابيضَّ ونوَّر .
و(( الجليل )) : الثُّمام ، وهو نبتٌ ضعيفٌ يُحشى به خَصاص البيوت ، والجمع جلائل
، قال الشاعر :
يلوذ بجَنْبىْ مَرْخَةٍ وجلائلِ
وذو الجليل : وادٍ لبنى تميمٍ يُنبتُ الجليلَ ، وهو الثُّمام .
و(( مَجَنَّة )) : موضعٌ بأعلى مكَّة على أميالٍ منها ، كانت من أسواق العرب فى الجاهلية .
و(( شامة وطفيل )) : جبلان مشرفان على مجَنَة ، على مرحلتان أو أكثر من مكَّة فى جهة اليمن .
و(( الجحفة )) : قريةٌ بين مكَّة والمدينة ، سمِّيت بذلك لأن السيول أجْحَفَتْها ، وهى
ميقاتُ أهلِ الشامِ ومصرَ والمغربِ . وكانت فى ذاك الوقت داراً لليهود ، فدعا رسول الله
الله عليه وسلَّم بنقل وباء المدينة إليهم ، وفى روايةٍ للبخارى (( قدمنا المدينة وهى أوبأ أرض الله )) .
ــــــــ
= كالثور يحمى جلده بروقه
أخرجه هكذا الحميدى (223) . وللحديث طرق كثيرة ، وليس ذا موضع بسطها .
باب ذكر ما ورد فى إثم من كادأهل المدينة أو أرادهم بسوءٍ
عن أبى هريرة قال : قال أبو القاسم صلَّى الله عليه وسلَّم : (( من أراد أهلَ هذه البلدةِ بسُوءٍ ـ
يعنى المدينةَ ـ أذابَه اللهُ كما يذوبُ الملحُ فى الماءِ )) .
صحيح . أخرجه عبد الرازق (( المصنف ))(9/263/17154) ، وأحمد..
عن سعد بن أبى وقاص قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( من أراد أهلَ
المدينةِ
بسُوءٍ أذابه اللهُ كما يذوبُ الملحُ فى الماءِ )) .
عن سعدٍ قال : سمعتٌ النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : (( لا يكيدُ أهلَ المدينةِ أحَدٌ إلا
انماعَ كما
ينماعُ الملحُ فى الماء )) .
صحيح . أخرجه البخارى
عن السائب بن خلاد عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( من أخافَ أهلَ المدينةِ
ظلماً أخافَه اللهُ ، وعليه لعنةُ اللَّهِ والملائكةِ والنَّاس أجمعين ، لا يقبلُ اللهُ منه صرفاً ولا
عدلاً )) .
صحيح . أخرجه أحمد (4/55،56) ، والنسائي..
باب بيان أنه لا يدخل المدينة رعب الدجال ولا الطاعون
عن أبى هريرة قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( على أنقابِ المدينةِ
ملائكةٌ ، لا يدخلُها الطاعونُ ولا الدجالُ )) .
صحيح . أخرجه يحيى بن يحيى (( الموطأ ))(3/88) ، والبخارى (1/322 و4/232) ، ومسلم.
عن أبى بكرة عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ((لا يدخل المدينةَ رُعْبُ المسيحِ
الدجالِ لها يومئذٍ سبْعةُ أبوابٍ على كلِّ بابٍ ملكان )) .
صحيح . أخرجه ابن أبى شيبة (( المصنف ))(6/406/32425 و7/492/37483) ، وأحمد (5/43،47) ، والبخارى..
عن أنس عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( ليسَ من بلدٍ إلا سيطؤُه الدجالُ إلا مكَّةَ
والمدينةَ ، ليسَ له من نِقابها نقبٌ إلا عليه الملائكةُ صافِّين يحرسونها ، ثمَّ ترجفُ المدينةُ
بأهلها ثلاثَ رجفاتٍ فيُخْرجُ اللَّهُ كلَّ كافرٍ ومنافقٍ )) .
صحيح . أخرجه البخارى (1/322) ، ومسلم (18/85)
أسال الله الكريم ان يحييني حياة طيبة في المدينة النبوية ويميتني فيها ان كان خيرا لي ..والله المستعان.
.[quote]